أحداث 08 مــاي 1945 م فـي سطــيف :
منذ الفاتـح مــاي والـجزائر فـي توتر شديد وفـي جو عاصف وقد كانت سطيف أقل عنفا وتوترا، حتـى إذا ما وصل
يوم 07 مــاي وأعلن الـحلفاء إنتصارهم، وبدأ الشعب يشتـم رائحة الكذب والـخيانة والغدر فكانت الـمظاهرات :
لقد خرج السكان - بعدما أجيزت الـمظاهرات من نيابة الولاية - وتوجهوا إلـى الـمسجد القريب من الـمحطة "مسجد أبي ذر
الغفاري" وهو مكان التجمع، وكان العدد يتزايد باستمرار حتـى الساعة 08:00 صباحا حيث انطلقت الـمظاهرات علـى الساعة
08:15 وكانت الكشافة تتقدم الـموكب ووراءهم حاملوا الزهور، ثـم الـجماهيـر الـمتظاهرة التـي قدرت بـحوالـي 15
ألفا، وكان يوم السوق الأسبوعـي للمدينة.
وقد عبر الـموكب الطريق الرئيسـي للمدينة، وأثناء الطريق رفع العلم من طرف شاب يدعـى "سعال بوزيد" وكان الـموكب آنذاك
مراقبا من قبل الشرطة وأصحاب الدراجات النارية وكانت النسوة تـحمس الـمتظاهريـن بالزغاريد، وعند مقهـى فرنسا خرج محافظ
الشرطة القضائية "أوليفري" آمرا الـمتظاهريـن بالتوقف وسحب العلم الـجزائري، وحيـن لـم يستجب له حاول نزعه بالقوة وطلب
من زملائه التدخل، فتدخل الـمفتش "لافاوون" وأطلق الرصاص علـى حامل العلم - الشاب سعال بوزيد - فأرداه قتيلا وهو ما أدى
إلـى حدوث الـهلع فـي صفوف الـمتظاهريـن الذين فروا وازداد هيجانهم، خاصة لـما وصلوا إلـى السوق وصاحوا بالـجهاد
ليبدأ العنف والتقتيل بالأسلحة البيضاء، حيث قتل رئيس مـحكمة سطيف فـي شارع" العقيد عـميروش" حاليا وأربعة أوروبييـن
آخـرين ورئيس البلدية "دولوكا" ورغـم استعمال القوة ضد الـمتظاهرين واصل البعض من الـموكب سيره لوضع باقة الزهور
علـى النصب التذكاري للجندي الـمجهول.وحـين وصلت الساعة 12:00 كان عدد القتلـى من الأوروبييـن قد بلغ 12 قتيلا،
وعـم خلال تلك اللحظة الصمت الـمفجع كل أنـحاء الـمدينة.
أما فـي مساء ذلك اليوم فقد اتخذ قرار منع الـتجول، ولكن شرارة الـمظاهرات كانت قد نقلت إلـى نواحـي سطيف مثل : عيـن
عباسة، أوريسيا، عـموشة، تيزي نبشار، عيـن الكبيـرة، بنـي عزيز، خراطة ... التـي وصلها الـخبـر علـى الساعة الثالثة زوالا
عندما وصلتها حافلة "ديشانيل" الآتية من سطـيف والتـي هوجـمت أثناء الطريق، وفـي صباح اليوم الـموالـي حوصرت خراطة من
الـجهات من طرف سكان الـمنطقة الذين قتلوا القاضـي وزوجته وأحد الـمعمرين، كـما أحرقوا دار البلدية والـمحكمة وإدارة
... وهكذا كان الأمر فـي الضواحـي الأخرى خاصة بنـي عزيز، وقد كان استرجاع الـهدوء علـى حساب مئات القتلـى
والـجرحـى، وكانت النهاية مأساوية جدا.
واختلفت الـمصادر فـي تـحديد عدد القتلـى والـمشهور هو 45000 شهيد، أما من الـمعمرين الأوروبييـن فقد قتل 102
وجرح 150، وقد قتل منهم فـي سطيف فقط 88 قتيلا - سطيف وضواحيها - والأرقام سيدة الـموقف بعدها كانت الثورة المباركة
وكان لأهل سطيف فضل المشاركة وإشعال نار الـمعركة، خاصة أن موقع سطيف الـجغرافـي يسمح بذلك - فهـي تتوسط الولايات
الأولـى والثانية والثالثة - لـهذا تـم إنشاء مراكز للقيادة عبـر الـمنطقة أهمها جبل بابور، جبل بوطالب، جبال بنـي ورثلان ...الخ .